" بدون الكثير من الكلمات .. شكراً مستر اليجري "

يعيش جمهور ميلان العربي حالة غريبة من " التناقض " تجاه مدرب الفريق السيد ماسيميليانو اليجري على عكس الجمهور الايطالي المتفق على دعمه ، حيث ينقسم الميلانيستا العرب إلى فريقين لكل منهما رأي يكاد يكون متطرف بين مؤيد بشدة لإبن مدينة ليفورنو وبين معارض يطالب برحيله بأسرع وقت ممكن ولكلٍ اسبابه التي يستند عليها في تقييم مدرب الفريق ..

وبما أني انتمي للفريق الأول " المؤيد بشدة " لـ اليجري فضلت أن تكون تدوينتي الأولى عنه لشرح الأسباب التي تجبرني على الدفاع عن هذا المدرب الكبير والرد على أهم النقاط التي يراها المعارضون كافية لوصفه بالمتواضع الغير مؤهل لقيادة الميلان .. !

في البداية هناك نقطة أساسية لتقييم أي مدرب .. " المدرب الناجح هو من يرفع قوة الفريق أو يحافظ عليها ويستخرج افضل امكانيات لاعبيه ، والعكس صحيح " .. هناك مدرب يقود فريق بعناصر جيدة لكن يقدم معها مستويات مميزة ونتائج كبيرة ويترك بصمة واضحة على الفريق من الناحية الفردية والجماعية وهناك مدرب يقود فريق مكتمل الصفوف بأسماء كبيرة لكن يقدم مستويات متذبذبة ويفشل في تحقيق الالقاب ..

وتختلف الامكانيات بين المدربين فمنهم من يعتمد على فريق مكتمل في جميع خطوطه بالنجوم ومنهم من يحتاج فقط لعمود فقري يبني عليه فريق قوي وهناك من يعتمد على اكتشاف المواهب الشابة ويصنع منها منظومة متناغمة ..

اليجري ينتمي للفئة الثانية .. فهو يحتاج لعمود فقري قوي ليحقق البطولات ، يستخرج أفضل مالدى لاعبيه ويحقق دائماً نتائج افضل مما هو متوقع ومطلوب منه .. ينجح في تكوين منظومة قوية متوازنة يضع عليها بصمته الخاصة ويرفع اداء بعض اللاعبين بشكل لافت واداء الفريق بشكل عام ليعطي معه الضعف ..

من الدرجة الثالثة إلى الكالتشيو .. وملحمة المياتزا مع كالياري ..

بداية اليجري الفعلية كمدرب كانت مع ساسولو في الدرجة الثالثة ، حيث ظل هذا النادي لمدة 86 عام يتأرجح مابين دوري الدرجة الثالثة والرابعة حتى وقع اختيار مالكه " سكوينزي " على اليجري مطالباً إياه بالصعود للدرجة الثانية Serie B .. "ماكس" في موسمه الأول حقق المطلوب وأكثر بالصعود للدرجة الثانية لأول مرة في تاريخ النادي و" بطلاً " لدوري الدرجة الثالثة برقم قياسي لم يحققه ساسولو من قبل " 63 نقطة " ..

ماقدمه اليجري مع ساسولو أهله ليصبح مدرباً في Serie A لأول مرة حين اختاره تشيلينو لقيادة كالياري الذي ظل يصارع من أجل البقاء عدة مواسم متأرجحاً مابين المركزين 14 و 16 .. كان الهدف المطلوب منه ضمان البقاء لكن بدايته الكارثية في الكالتشيو لم تكن متوقعة حين تذيل الترتيب بعد الجولة الخامسة دون تحقيق أي نقطة " 5 هزائم متتالية " ، ومن سوء حظه أن خصمه القادم كان ميلان والخسارة أمامه تعني الاقالة .. اليجري تجاوز الازمة وحقق أولى نقاطه في Serie A امام ميلان بالتعادل السلبي ..

من هنا كانت الانطلاقة .. فلم يكتفي بضمان البقاء لفريق جزيرة سردينيا بل حقق له أفضل مركز في اخر 20 عام" المركز التاسع " وكانت تفصله 5 نقاط فقط عن التأهل لليوروبا ليج .. ليحصد جائزة افضل مدرب في ايطاليا متفوقاً على مدربين امثال انشيلوتي - مورينيو - برانديلي ..

ذلك الموسم شهد مباراة تاريخية لا تنسى .. كانت على المستوى الشخصي بداية عشقي الكبير لهذا المدرب حين قدم واحدة من أروع المباريات التكتيكية في جيوزيبي مياتزا أمام انتر الفريق الأقوى والمسيطر في ذلك الوقت على الكالتشيو بلا منافس مع مدربه مورينيو ..

لجأ اليجري في الشوط الأول للكاتيناتشو وأكثر من ذلك .. دافع دون محاولة تهديد مرمى انتر ونجح بالخروج بالتعادل السلبي .. اضطر مورينيو بين الشوطين لإجراء تغييره الاول بإشراك كواريزما بدلاً من كوردوبا .. حينها كان يلعب اليجري بـ 4-4-2 ومورينيو بـ 4-3-3 تحولت بعد التغيير الأول لـ 3-3-4 أعاد بعدها اليجري مهاجمه الثاني جيدا للوسط وأبقى اكوافريسكا وحيداً في الهجوم ليسيطر على المباراة ..

فقد انتر توازنه واستغل كالياري ذلك بهجمة منظمة احرز منها هدف التقدم بعد 20 دقيقة لتستمر لعبة المدربين .. رمى مورينيو بكامل اوراقه وبتصرف غريب اخرج مدافع اخر " سامويل " واشرك مهاجم اضافي " كريسبو " ليتحول إلى 3-2-5 .. ثلاثة في الدفاع - ثنائي فقط في الوسط وخمسة مهاجمين ! استغل اليجري ذلك واقحم لاتزاري في العمق بدلاً من ميكيلي فيني ليحكم قبضته على خط الوسط بخمسة لاعبين ويتحكم في سير المباراة لتتحول السيطرة من انتر لـ كالياري الذي هدد مرمى انتر وتفنن لاعبوه في إضاعة الفرص كان ابرزها كرة سددها اكوافريسكا فوق عارضة " المرمى الخالي " .. لكن من حسن حظ مورينيو أنه يمتلك المنقذ ابرا .. بفرديات كريسبو وحسن تمركز ابرا احرز انتر تعادل غير مستحق ليخرج مورينيو بعد المباراة ويقول :" انا من مدربي الصف الاول في الكالتشيو جنباً إلى جنب مع اليجري " ..

ميلان .. بداية سيطرة خذلتها الادارة وجـحَـدها الرئيس .. !

بعد موسمه الثاني في كالياري أراد تشيلينو تمديد عقد اليجري لكن العلاقة بين الاثنين تدهورت بعد ظهور انباء تفاوض المدرب مع ميلان وإصراره على الرحيل فتمت اقالته دون فسخ العقد كنوع من العقوبة وليس كما يشاع بأنها أتت لسوء اداء المدرب ..

في رحلته مع ميلان يمكن الرد على كل النقاط التي يرددها معارضو اليجري أولها " ضعف شخصيته "!

منذ البداية كان اليجري خيار جالياني ولم يكن مرغوباً من بيرلسكوني الذي أراد أن يقود ميلان أحد نجومه السابقين .. فـ لم يوفر أي فرصة لإنتقاد المدرب ومن يعرف بيرلسكوني يدرك أنه أحد اكثر رؤساء الاندية انتقاداً للمدربين ..فعل ذلك مع ساكي - كابيلو - انشيلوتي بل وتسبب بتصريحاته القوية بإستقالة مدرب المنتخب الايطالي دينو زوف بعد يورو 2000 .. تقبل اليجري لإنتقادات بيرلسكوني لا يعتبر ضعف شخصية بقدر ماهي حكمة للحفاظ على منصبه وعلى استقرار الفريق وهذا حال جميع المدربين في إيطاليا عموماً ..

الشكوك كانت تحوم حول شخصية اليجري وقدرته على التعامل مع عدد كبير من الاسماء التاريخية والنجوم اصحاب المزاج الحاد او الغير منضبطين مثل " ابراهيموفيتش - كاسانو - روبينيو - رونالدينيو " في نادي بحجم ميلان وهو القادم من كالياري لكن اثبت اكثر من ذلك بصنع فريق قوي منضبط وكانت له عدة قرارات لا يجرؤ بعض المدربين على اتخاذها مثل ابعاد رونالدينيو ووضع بيرلو في المدرجات وإبقاء نيستا اكثر من مباراة على الدكة ..

بعد كل الشكوك في موسمه الأول ورغم ماعاناه الفريق من اصابات إلا أنه نجح في تحقيق الانجاز التاريخي لميلان " السكوديتو 18 " بعد غياب دام 6 مواسم ..

يقولون " سكوديتو بدون منافس " ! وهذا غير صحيح .. ميلان لم يكن بحال أفضل من باقي الاندية ، خاض العديد من المباريات برقم قياسي من الاصابات بغياب 13 لاعب في بعض المباريات لكن من صنع الفارق استمرارية الفريق التي صنعها اليجري " نقطة سأتطرق لها لاحقاً " ..

مباراة اودينيزي مثال على اهمية دور المدرب ، خاضها الفريق في ظل غيابات عديدة " جميع لاعبي خط الوسط " ليجد اليجري نفسه مجبراً على اشراك ثنائي البريمافيرا ستراسر وميركل .. تأخر ميلان 1-3 غامر حينها اليجري بوضع تياجو سيلفا على الجناح الايسر .. أعاد السيطرة على وسط الملعب وخرج بالتعادل 4-4 ..

يقولون أيضاً " سكوديتو بفضل ابرا " .. نعم زلاتان كان العنصر الحاسم لكن في المراحل الاخيرة والحاسمة تم ايقافه 3 مباريات كان من بينها الديربي ضد الانتر " مباراة السكوديتو " الفوز فيها يعني ضمان التتويج بنسبة 90% والخسارة تضع الانتر على بعد نقطة واحدة من ميلان .. ضغوطات كبيرة كانت على الفريق لكن بشخصيته الهادئة لم يدخل اليجري في مهاترات اعلامية وفضل الرد في الملعب .. اكتسح الانتر 3-0 وشق طريقه نحو اللقب ..

تهمة أخرى وُجهت لأليجري .." لم يجرؤ على استبدال ابراهيموفيتش " !

ابرا كان القائد الفني واللاعب السوبر الذي تُبنى عليه طريقة لعب الفريق تماماً كما يحصل مع نجوم كبار امثال ميسي وكريستيانو فلم نشاهد مدرباً يجرؤ على استبدال احدهما رغم تواضع مردوده في بعض المباريات .. اللاعب السوبر قد يحسم الامور بلمسة حتى وإن لم يقدم مباراة جيدة وبالتالي لا يوجد مدرب يمتلك نجم بقيمة ابرا ويستبدله ..

اليجري لم يعتمد على فرديات ابرا كما كان يفعل مانشيني ومورينيو في انتر بل نجح بإقحامه ضمن منظومة جماعية ونجح بتحويله من مهاجم يتمركز امام المرمى أو على الجناح إلى لاعب حركي يعود حتى لمساندة الدفاع لذلك يعتبر ابرا فترته مع ميلان الأفضل له على الاطلاق وأرقامه في دوري الابطال تحديداً تشهد على ذلك ..

هذا ماجعل ساكي يشيد بعمل اليجري : " اليجري يقوم بعمل عظيم , فهو مدرب بشخصية عظيمه , واثبت أن لديه القدرة على جعل مجموعه من اللاعبين الكبار في أوركسترا يعزف الجميع فيها نفس الموسيقى " ..

حتى بعد تحقيق اللقب لم يجد اليجري الدعم الكافي من الرئيس .. خصوصاً في الميركاتو ، بقي الفريق بعناصر متقدمه في السن وبأسماء محدودة ولم يكن يمتلك من اللاعبين القادرين على منح الفريق الاستمرارية على مدار الموسم سوى الثنائي ابرا - سيلفا لكن اليجري افتتح موسمه الثاني بلقب مهم " السوبر " امام الغريم انتر ..

إشادات عدة تلقاها اليجري من مدربين عمالقة امثال كابيلو - ليبي - تراباتوني - فيرجسون وحتى بطل اوروبا موسم 2011/2012 دي ماتيو اعترف بأن طريقة اليجري امام برشلونه كانت مصدر الالهام لفريقه الذي اتبع نفس طريقة اللعب ونجح في اقصاء برشلونه قبل أن يتوج امام بايرن ميونخ ..

بيرلسكوني وحده من واصل انتقاداته فقط لأن المدرب لا يروق له .. انتقادات غير منطقية كإمتعاضه من التراجع للخلف امام برشلونه ، حتى عندما حقق نتيجة ايجابية اعترض وطالبه بإتباع اسلوب لعب فريق جوارديولا رغم امتلاكه عناصر في الوسط امثال جاتوزو - امبروزيني - مونتاري - نوتشيرينو - بواتينج ، لا يمكن مقارنتهم مع تشافي - انيستا والبقية !

فقد اليجري السكوديتو في ظروف غير طبيعية .. اصابات - ايقافات البعض منها غير منطقي - الغاء 4 اهداف صحيحة سلبت الفريق 13 نقطة و " هدف مونتاري " الذي كان نقطة تحول السكوديتو من ميلان لليوفي ..

مع نهاية موسمه الثاني فقد اليجري معظم عناصر الخبرة .. نجوم صنعت تاريخ ميلان في العقد الماضي ، " نيستا - زامبروتا - جاتوزو - سيدورف - انزاجي " ومنهم من ساهم في السكوديتو الاخير كـ فان بوميل ومنهم من كان ورقة رابحة " اكويلاني - كاسانو - ماكسي لوبيز " .. 

لم يبقى لدى اليجري سوى فريق بعناصر شابة وبأسماء محدودة الامكانيات ، انتظر من الادارة تجديد الفريق كما كان الاتفاق وبناء فريق جديد قوي يُبنى على الثنائي سيلفا - ابرا .. لكن الضربة القاضية أتت ببيع هذا الثنائي لـ PSG .. !

وجد اليجري نفسه أمام فريق محطم تماماً فاقد لكل مقومات النجاح .. فريق بلا قائد سواء ميداني أو فني وبدون لاعب سوبر واحد "على الاقل" .. مجرد لاعبين شباب واسماء متواضعة متذبذبة المستوى والأمر المخيب ان الميركاتو انتهى بشراء مجموعة من اللاعبين بحوالي 17 مليون يورو لم يكن من بينهم لاعب يضيف للفريق بإستثناء مونتوليفو ..

توقع البعض أن يستقيل اليجري كـ ابسط رد فعل على ماقامت به الادارة والبعض الاخر انتظر أن يسير ميلان على خطى جاره انتر ويبتعد حتى عن التأهل لليوروبا ليج لكن نجح كعادته في تحقيق اكثر مما هو مطلوب منه رغم البداية السيئة والتواجد في المركز 14 إلا أن الموسم انتهى بإحتلاله المركز الثالث والتأهل لدوري الابطال ..

كل ذلك لم يكن له قيمة لدى الرئيس !! .. المكافئة أتت برغبة واضحة من بيرلسكوني بإبعاده وتسليم مهمة قيادة الفريق لـ سيدورف الذي لا يمتلك رخصة تدريب ، لكن في النهاية بقي اليجري بإصرار من جالياني وللأسف يبدو أنه يعيش الان موسمه الاخير ..

سؤالي لمن يلغي عمل اليجري .. لماذا انهار انتر بعد فقدان نجومه وفشل حتى في التأهل لليوروبا ليج رغم بقاء البعض منهم وامتلاكه عدد من لاعبي الخبرةبينما بقي ميلان ضمن الثلاثة الاوائل ؟ .. ألا يدل ذلك على عمل كبير جداً وإضافة واضحة للمدرب ؟

تصريحات تاريخية لـه وعـنـه ..

موسم 2011/2012 بدأ ميلان بصورة سيئة كانت البداية الاسوأ منذ 10 سنوات بعد الخسارة امام يوفنتوس واحتلال المركز العاشر .. انهالت الانتقادات على الفريق واليجري تحديداً لكنه كان هادئاً كعادته امام الاعلام واطلق تصريحه الشهير بعد تلك المباراة : " نحن لسنا في جنازة ، نحن ابطال ايطاليا .. فزنا بكأس السوبر ثم فقدنا عدة لاعبين .. اراكم بعد شهر من الان عندما نكون في صدارة الترتيب " ..

بعد شهر .. ميلان يفوز على اودينيزي وينفرد بصدارة الدوري .. وينتصر اليجري من جديد ..

تكرر الامر ذاته في موسم 2012/2013 .. ميلان بعد بداية كارثية احتل المركز 14 وتكررت نفس الانتقادات ليعود اليجري من جديد ويطلق تحديه الخاص : "هذا ليس ترتيبنا, انتظروا نهاية فبراير وستدركون قيمة ميلان الحقيقية".

انتهى فبراير وميلان في المركز الثالث المؤهل لدوري الابطال ..

فابيو كابيلو : " اليجري مدرب عظيم , تحدثت معه كثيراً وهو مدرب صاحب خبرة جيدة.. ميلان سيرتكب حماقة كبرى إن قرر التخلي عنه " ..

مارتشيلو ليبي :" اليجري رجل ذكي يعرف ما الذي يجب عليه فعله ، بعث بالعزيمة والاصرار في غرفة الملابس وتمكن من ايصال وجهة نظره وفكره للاعبين شباب خلق بينهم كيمياء رائعة حيث الجميع يعطي افضل مالديه للفريق ويقومون بمساعدة بعضهم البعض كما كان الحال بالنسبة لي مع المنتخب في 2006 " ..

جيوفاني تراباتوني : " اليجري يشبهني ، يتعامل بواقعية مع اللاعبين ويستخرج افضل مالديهم ويتمتع بمرونة في التعامل مع ادارة النادي " ..

السير اليكس فيرجسون : " اليجري مدرب عظيم ويعجبني كثيراً ، إنه واحد من افضل المدربين الشباب في اوروبا ويجب أن يُمنح الوقت الكافي " .

لوتشيانو موجي : " ينبغي أن يُصنع نصب تذكاري لاليجري لما قام به حتى الان " ..

اليساندرو التوبيلي : " لا افهم كيف يُنتقد اليجري ! من الناحية الرياضية لا يمكن انتقاده ابداً لكن بيرلسكوني يقوم بذلك لأنه يكره من يخالفه سياسياً .. اليجري من ليفورنو عاصمة الحزب الشيوعي المعادي لبيرلسكوني " ..

مشجع عربي : " اليجري مدرب فاشل ويجب اقالته لأنه مايفوز بالسكوديتو والتشامبيونز وعنده نجوم كبار مثل اباتي - انتونيني - مكسيس - زاباتا - نوتشيرينو وايمانويلسون " !!!

مُـحَـنّـك يسأل .. وشبّيح يجيب .. !

لا يوجد مدرب كامل بلا اخطاء ولا يوجد مدرب فوق النقد .. اليجري كـ باقي المدربين قد لا يحالفه الحظ احياناً بإختياراته .. من ينتقده ثم يشيد به إن وُفق في مباراة اخرى لن يجد من يعترض عليه بل وينبغي احترام عقليته ، لكن هناك فئة اتخذت موقف الهجوم الدائم والانتقاد المتكرر في كل مباراة .. فئة عاشت دور الشخص " المحنك " المؤهل لنقد المدرب ومن يدافع عنه يسمى لديهم " شبيح اليجري " .. في الواقع هذه الفئة هم من جمهور اللاعب .. جمهور يشجع لاعب قام اليجري بإبعاده عن الفريق " بيرلو - رونالدينيو وحتى انزاجي " والبعض الاخر لتحدي الطرف الاخر واثبات صحة انتقاد سابق للمدرب .. هنا سأقوم بدور " الشبيح " و أجيب على اكثر الاتهامات والانتقادات الموجهة لاليجري ..

1- لماذا يبدأ اليجري الموسم دائماً بشكل سيء ويخسر حتى امام الاندية الصاعدة ؟

نعم .. يخسر اليجري ويفقد الكثير من النقاط في البداية حتى قبل قدومه للميلان .. يبدأ معه الفريق بحالة بدنية سيئة جداً لا يمكن معها تطبيق مايطلبه المدرب وتقديم اداء او نتائج مقنعه .. يعود تفسير ذلك حسب اراء بعض المدربين إلى قوة التمارين البدنية اثناء تحضيرات بداية الموسم حيث يركز اليجري على هذا الجانب بشكل كبير جداً فيبدأ اللاعب بعضلات مرهقة وجسد ثقيل غير قادر على تقديم اكثر من 45 دقيقة من 90 .. 

نظرياً تعتبر نقطة سلبية تحسب ضد المستر ماكس لكن على المدى البعيد تظهر ايجابياتها وتحديداً في يناير مع انطلاقة الدور الثاني حين يمتلك الفريق أفضل معدل بدني متفوقاً به على جميع الاندية وهنا يبدأ بصناعة الفارق في النتائج ..

هل تعلم عزيزي " المحنك " أن ميلان في اول موسم مع اليجري تلقى مرماه منذ انطلاق الدور الثاني وحتى ضمان اللقب 6 اهداف فقط ؟! .. من هنا انطلق ووسع الفارق مع ملاحقيه وانفرد بالصدارة وخطف اللقب ..

وهل تعلم أيضاً أن ميلان في الموسم الماضي لم يخسر في الدور الثاني بأكمله سوى مباراة واحدة كانت في ملعب بطل الدوري بهدف نظيف إثر ركلة جزاء بخطأ فردي من اباتي لا يتحمله المدرب ! .. هذه الاستمرارية أتت بفضل الاعداد البدني الذي منح ميلان الأفضلية على جميع منافسيه ليقفز من اسفل الترتيب للمركز الثالث ..

2- لماذا فرط اليجري بالثنائي رونالدينيو و بيرلو !

يتبع اليجري طريقة اللعب 4-3-3 حيث الجميع يهاجم والجميع يدافع ، نشاهد لاعب الارتكاز في الحالة الهجومية يتوغل داخل منطقة جزاء الخصم و في الحالة الدفاعية يتواجد رأس الحربة امام الدفاع مباشرة .. الجناحان يقومان بمساندة الظهيرين ..

القوة البدنية - الحركية واللامركزية اهم الصفات التي يجب توفرها في اللاعب لكي يقنع اليجري بالإعتماد عليه وهذا مايفتقده الثنائي المذكور .. 

وهناك اسباب شخصية .. رونالدينيو لم ينضبط ، ابعده اليجري وقرر منحه فرصة بعد فترة طويلة امام فيورنتينا لكن ليلة المباراة سهر لساعات متأخرة فقرر ابعاده نهائياً .. بينما بيرلو اتضح لاحقاً افتقاده الرغبة حين أراد ترك ميلان منذ احداث الكالتشيو بولي وليته رحل .. !

3 - لماذا يتأخر اليجري في التغيير اثناء المباراة ؟

نظرة على الدكة تجيب على هذا التساؤل .. ولماذا الدكة إن كان الفريق الحالي لميلان مكون من لاعبين مكانهم الدكة ؟ لو طرحنا سؤال لمحبي ميلان ، من افضل 3 لاعبين حالياً ؟ .. بالإجماع " بالوتيلي - مونتوليفو - دي يونج " ..

لو تواجد هذا الثلاثي بمستوياتهم الحالية مع ميلان 2005 هل سيجد احدهم مكان في التشكيلة الاساسية ؟ طبعاً لا ! فـ كيف سيكون اداء من هم على الدكة ؟ .. لذلك يقوم اليجري غالباً بتغيير طريقة اللعب اثناء المباراة وتبديل المراكز لبعض اللاعبين أو يكتفي بتبديل واحد مع تغيير طريقة اللعب وخير مثال على مايملكه اليجري من ابداع هو دخول كونستانت وتغيير طريقة اللعب في ختام الموسم الماضي امام سيينا حين قلب تأخره 0-1 إلى فوز 2-1 ..

4- لماذا يخترع اليجري مراكز جديدة للاعبين كـ أن يضع ايمانويلسون صانع العاب وبواتينج جناح ايمن ؟

قبله استخدم انشيلوتي زامبروتا في الجناح الايسر مع يوفنتوس ، حوله ليبي إلى ظهير ايسر في نفس الفريق ثم ظهير ايمن مع المنتخب .. كابيلو أيضاً حول مانسيني من ظهير ايمن إلى جناح ايسر .. لبعض اللاعبين خصائص يلاحظها المدرب كونه يتابعهم يومياً فيتضح له قدرتهم على القيام بأدوار يحتاجها في مراكز أخرى وبما أن اليجري يفضل اللامركزية فهو يشرك بواتينج كجناح " نظرياً " لكنه يؤدي دور لاعب الوسط اثناء المباراة في صناعة اللعب ومساندة الدفاع .. وبشكل عام اليجري يفتقد للرصيد البشري الكافي وهناك بعض الخانات تعاني من قلة العناصر المتاحة لذلك يقوم بالتبديل وايجاد حلول استثنائية .. أما ايمانويلسون فلا أهمية له في أي مركز " لاعب طوارئ " ..

5- ما الادوات اللازمة التي يجب توفرها لاليجري حتى تكون انتقاداتنا له منطقية ؟

ماهي حدود الفريق وما المطلوب من اليجري اكثر من المركز الثالث ؟ يقود فريق عموده الفقري مكون من حارس متذبذب الاداء - قلبي دفاع محدودي الامكانيات - خط وسط بلا صانع العاب حقيقي - هجوم يعتمد على مزاج بالوتيلي مع تذبذب في اداء شريكه الشعراوي - دكة خاوية - فريق بلا قائد ميداني أو فني .. بإختصار لا يمتلك فريق حقيقي جاهز ومؤهل للمنافسة على الالقاب !

في ايطاليا هناك اكثر من 6 اندية تمتلك عناصر افضل من ميلان ومع ذلك يحتل اليجري المركز الثالث بينما في اوروبا هناك اكثر من 8 اندية افضل من ميلان .. من المنطقي أن يكون دور الـ 16 اقصى حدود الفريق وربع النهائي انجاز !

حتى تكون انتقاداتكم منطقية ومطالبكم واقعية بتحقيق السكوديتو و دوري الابطال يجب أن يمتلك اليجري فريق مكتمل الصفوف لا يقل عن فريق انشيلوتي الذي خرج موسم 2004/2005 بلا القاب أو كـ ريال مدريد الموسم الماضي الذي وصفه كابيلو بالفريق الافضل في التاريخ من حيث الرصيد البشري " يقصد وفرة الاسماء المميزة في كل خانة مع توفر البديل بوجود 18 نجم بإمكانهم اللعب في أكبر اندية العالم " ومع ذلك خرج بلا القاب .. هنا يكون لوم المدرب منطقي لا كما يحدث مع اليجري الذي يقود فريق اقصى مايمكن أن يصل إليه التأهل لليوروبا ليج !

لسان حالي وحال معظم محبي الميلان تجيب عنه لوحة الكورفا سود :" بدون الكثير من الكلمات .. شكراً مستر اليجري " ..