الخميس، 16 أكتوبر 2014

ميلان انزاجي .. و موسم آخر للرهان !






ست جولات فقط انقضت من الدوري بدأنا نشاهد بعدها تقييمات وأحكام نهائية من بعض محبي الميلان على الفريق بمدربه ولاعبيه وهو أمر غير منطقي لفريق مازال تائه مع ادارته العاجزة عن ايجاد خطة واضحة تعيد من خلالها إنعاش الفريق في المرحلة الإنتقالية التي يمر بها منذ 2012 دون بوادر إيجابية تبشر بعودة زعيم اوروبا لمكانه الطبيعي .. !


إقالة سيدورف وتعيين بيبو انزاجي زميله من نفس الجيل والفريق وبتجربة تدريبية أفضل بنسبة ضئيلة بعد موسم واحد قضاه مع فريق الشباب انقسم حولها جمهور ميلان مابين مؤيد ومعارض .. على المستوى الشخصي وكتقييم استباقي قبل بداية الموسم " اتمنى أن أكون مخطئاً فيه " ذكرت أن تجربة انزاجي التدريبية في ميلان من الصعب نجاحها .. هذا الرأي يستند على نقطتين ، الأولى جوهرية والأخرى ثانوية ليس بالضرورة أن تعمم كقاعدة ثابتة ..


النقطة الأولى هي أن الظروف ليست ملائمة لإنزاجي فلا هو المدرب صاحب الخبرة ولا ميلان الفريق المكتمل المتوفرة فيه كل ظروف النجاح بل العكس تماماً .. والقاعدة التي يجب على بيرلسكوني فهمها هي أن ميلان نقطة وصول للمدرب وليس نقطة انطلاق خصوصاً في الوقت الحالي الذي يحتاج فيه الفريق لمدرب بخبرة كبيرة يعيد فيها شيء من الاتزان لكن الإدارة ليست قادرة على التعاقد مع هذا النوع من المدربين لإرتفاع مرتبهم وليس كما تحاول أن تبرر ذلك ببناء فريق جديد مع مدرب شاب من داخل الميلان ..


أي مدرب مبتدئ يعيش تجربته الأولى يحتاج لأمرين .. إما أن يتدرج مع اندية الدرجات الدنيا أو اندية المؤخرة ثم الوسط وبعدها يستلم تدريب نادٍ كبير أو أن يستلم " دريم تيم " بعناصر هي الافضل في العالم كما حصل لـ ساكي - كابيلو و جوارديولا ، لكن مع الأسف انزاجي يقود فريق بإسم كبير وتاريخ عظيم بحاضر سيء يمر فيه بمرحلة انتقالية مع عناصر محدودة جداً إما بالإمكانيات أو الخبرة ، كل ذلك يصحبه ضغط إعلامي وجماهيري بشكل يومي ومتابعة وتحليل لأدق تفاصيل الفريق وهذا يصعب من مهمة المدرب المبتدئ الذي بلا شك سيرتكب العديد من الاخطاء ليتعلم منها وتزيده خبره لكن الاعلام لن يترك تلك الاخطاء ويحمله الكثير من الضغوطات التي تساهم غالباً بسقوطه ..


النقطة الثانية وهي تعتبر وجهة نظر خاصة من خلال متابعة شخصية للمدربين تكونت لدي قاعدة أن اللاعب المهاجم يفشل غالباً في النجاح كمدرب ويميل اسلوبه للهجوم على حساب الدفاع وكذلك المدافع يغلب عليه الطابع الدفاعي .. بينما انجح المدربين واكثرهم توازناً هم لاعبوا الوسط الذين يسمح لهم مركزهم بأخذ فكرة جيدة عن التنظيم الدفاعي والهجومي بما انهم يشاركوا في الحالتين .. هناك استثناءات بالطبع مثل المهاجمين فيرجسون وهيتسفيلد والمدافعين ليبي وبيكنباور لكن باقي المدربين الذين برزوا ونجحوا بتحقيق التوازن ممن تابعت كانوا لاعبي خط وسط منهم على سبيل الذكر لا الحصر " كابيلو - فينجر - فان جال - هيدينك - مورينيو - جوارديولا - اليجري - كونتي - سيميوني " ..


وكما نلاحظ في بدايات انزاجي فإنه حتى الان يسير على نفس القاعدة بهجوم قوي ودفاع سيء " سجل 13 هدف وتلقى 9 " لكنها البداية والعناصر لا تساعده على ايجاد التوازن ..


كأرقام ونتائج مسيرة انزاجي حتى الان رائعة .. عندما نتحدث عن مدرب جديد مع فريق بعناصر جديدة غير منسجمة في مرحلة انتقالية فإننا نذكر في عهد بيرلسكوني انجح تجربتين في هذه الظروف " ساكي وانشيلوتي " .. ولو قمنا بعمل مقارنة سريعة لأرقام هذا الثنائي مع انزاجي بعد أول 6 مباريات سنجد أن بداية بيبو افضل منهما بـ 3 انتصارات و 11 نقطة وفارق اهداف +4 مقابل انتصارين لساكي و 8 نقاط " بإحتساب الفوز من 3 نقاط رغم أن الحساب وقتها نقطتين " وفارق اهداف +1 وانتصارين لانشيلوتي و 9 نقاط وفارق اهداف +1 ..


نعم الدوري وقتها كان أقوى والخصوم اصعب لكن في المقابل عناصر ميلان حينها كانت افضل من الفريق الحالي بفارق كبير جداً ..


هذه أول نقطة تحسب لانزاجي .. النقطة الثانية مرونته ونجاحه بفرض شخصيته على اللاعبين وكسب ودهم وصنع علاقة مميزة معهم دون أي تحزبات في غرفة الملابس بالإضافة لكسب ود الإدارة رغم التدخلات المستفزة من بيرلسكوني " نقطة سأتطرق لها لاحقاً " حيث بالغ في الاستماع لنصائح الرئيس وهذا ما أثر بشكل واضح على اداء الفريق .. مع الخبرة سيتعلم كيف يوازن بين ارضاء بيرلسكوني وفرض خياراته التكتيكية .. هذه النقطة فشل فيها سيدورف وكانت السبب الرئيسي لإقالته بعد أن انكسرت العلاقة بينه وبين الإدارة في ظرف شهرين فقط لمحاولته فرض اسلوبه على الادارة وهذا ما لا يمكن حدوثه في ميلان تحديداً ..


ومن هنا ادخل للنقاط السلبية للسوبر بيبو .. عندما كان يقود فريق الشباب استخدم دائماً طريقتين " الرئيسية 4-3-3 والثانوية 4-3-1-2 " وعندما بدأ مع الفريق الاول كان يؤكد على أن اسلوب لعبه سيكون 4-3-3 لكن وبعد الاجتماع مع بيرلسكوني خرج بتصريح يقول فيه أنه يحضر الفريق ليكمل الموسم بطريقة 4-2-3-1 والمتابع الجيد يدرك أن هذا الاسلوب يتماشى مع نظرية بيرلسكوني الذي يريد مشاركة كل العناصر الهجومية في تشكيلة واحدة ودائماً ما كرر هذا الطلب من المدربين ولم يتم العمل به ..


قلة خبرة انزاجي تجعله ينفذ تعليمات بيرلسكوني ويعتقد أن مخالفتها تعني اقالته ، في المقابل انشيلوتي بخبرته كان يوازن بين الأمرين كما صرح في وقت قريب عن تجربته مع بيرلسكوني المعروف بكثرة حديثه مع المدربين حيث كان يطلب منه وضع كاكا كمهاجم .. انشيلوتي يقول انه كان في المباريات التي يحضرها بيرلسكوني يطلب من كاكا التواجد اول 5 دقائق كمهاجم ثم العودة لمكانه في الوسط فقط ليلاحظ بيرلسكوني أن تعليماته تم تنفيذها !!


بيرلسكوني لم يكتفي بإيقاف الانفاق على النادي بل اصبح يشكل أزمة حقيقية للفريق بعد تفرغه لميلان وابتعاده عن السياسة ، لا يدعم ولا يترك المدرب يعمل بأريحية .. بعد مباراة اليوفي لام انزاجي على عدم تطبيق تعليماته أي مجاراة وسط اليوفي الأقوى في ايطاليا ومحاولة الضغط عليه وهذا لو تم سيجعل النتيجة من 1-0 إلى اكثر من 4 .. مشكلة بيرلسكوني أنه مايزال يعيش في اوهامه ويتعامل مع الفريق على أن وسطه يضم ريكارد - جاتوزو - البرتيني - دونادوني - سيدورف - كاكا .. الخ !


بدأ انزاجي أول مباراتين بشكل مثالي وحقق انتصارين أمام لاتسيو وبارما اظهر خلالها سرعة بديهة ومرونة تكتيكية وقراءة مميزة لأحداث المباراة ، الكل لاحظ أن الفريق تطبّع سريعاً بشخصية مدربه القتالية الحماسية لكن كل ذلك اختفى بعد أول سقوط امام يوفنتوس .. ظهر الفريق بعدها مشتت مرتبك وفقد 4 نقاط أمام الصاعدين امبولي وتشيزينا حتى امام كييفو كانت الرغبة والروح غائبة وهذه نقطة سلبية أخرى تحسب على انزاجي الذي لم يتمكن من إعادة شحن الفريق معنوياً بعد خسارة مباراة القمة ..


لكن إن تحدثنا فنياً .. البداية المثالية حدثت لأن انزاجي لعب بواقعية حسب امكانيات الفريق بعناصره الحالية " تراجع للخلف وهاجم بالمرتدات " .. ميلان حالياً لا يمكنه أن يلعب بأسلوب غير هذا أي بمعنى أوضح لا يمكنه أن يفرض الضغط في منتصف الملعب ويستحوذ ويبدأ بصنع اللعب لأنه فريق غير متوازن ..


المشكلة تحديداً تكمن في خط الوسط الخالي من اللاعب الفني القادر على بدء الهجمة وإضافة خاصية فنية لخط بدني بحت .. خط وسط ميلان بإصابة مونتوليفو لم يعد به لاعب صالح للإستعمال سوى دي يونج الذي يقاتل وحيداً ويطلب منه التغطية وبناء الهجمة وتمويل المهاجمين في نفس الوقت وهي أمور لا يستطيع أن يفعلها لوحده في ظل تواضع اداء بولي ومونتاري .. والقاعدة المعروفة " خط وسط ضعيف = دفاع مكشوف وهجوم معزول " ..


انزاجي قلل من هذه المشكلة عندما أعاد بونافينتورا للوسط لكن ذلك لا يكفي ، المشكلة ستستمر حتى عودة مونتوليفو وبعدها قد تتحسن الأمور نسبياً ..


في ميلان انزاجي هناك حديث متكرر حول 3 لاعبين " اباتي - هوندا - دي شيليو " في ظل اختلاف عطائهم عن المعتاد إما سلباً أو ايجاباً ..


اباتي طوال مسيرته كان متذبذب الاداء .. عندما كان يلعب كجناح ايمن في امبولي و تورينو أو عندما عاد في ميلان كظهير ايمن وقدم في موسم السكوديتو والموسم الذي يليه أفضل مستوياته رغم بعض الهفوات الفردية الدفاعية لكن ظل دائماً سيء جداً في الكرات العرضية .. مشكلة تغلب عليها هذا الموسم بشكل مفاجئ وأصبح ظهير شبه متكامل .. ظاهرة لا تفسير لها إلا أن اللاعب قد يكون نضج في سن متأخره كالعديد من اللاعبين الايطاليين أو تكون مجرد فورة قد تنتهي في أقرب وقت وهذا ما اخشاه خصوصاً بعد أن ظهر في مباراة اليوفي بمستوى هزيل دفاعاً وهجوماً .. لكن بشكل عام يظل اباتي حتى الان من ابرز لاعبي الفريق إن لم يكن الابرز على الاطلاق وهنا أضع ألف علامة استفهام على تجاهل كونتي له !


هوندا هو القضية الأهم حالياً في ميلان بما أن الجميع يتحدث عنه بعد اهدافه الاربع بأنه تأقلم وانفجر .. الخ ، وسأتحدث بإسهاب عنه بما أن الاسئلة تتكرر لي بعد كل مباراة حول وجهة نظري السابقة في اللاعب والتي لا يمكن شرحها في مساحة تويتر الضيقة ..


فور قدومه لميلان تم تقديمه على أنه نجم كبير سيضيف الكثير وسيكون اللاعب رقم 10 وصانع الالعاب المميز ، حينها كان لي رأي مخالف مبني على أمور فنية بحتة لا علاقة لها بالتسويق الذي تطمح له إدارة الميلان .. قلت تحديداً أن هوندا لن ينجح في الكالتشيو لأنه وبإختصار لا يمتلك الخصائص التي تؤهله لذلك ..


حتى تنجح وتتألق كصانع العاب خلف المهاجمين في الدوري الايطالي وسط التكتلات الدفاعية والمساحات الضيقة والالتحامات القوية يجب أن تمتلك " قوة بدنية - سرعة انطلاق بالكرة - مهارة عالية " .. هوندا يمتلك فقط المهارة ويفتقد القوة والسرعة وعلى ذلك لا يمكنه اللعب خلف المهاجمين وهذا مافهمه سيدورف وانزاجي حيث لم يوضع خلف المهاجمين بل وتم وضع جناح مثل مينيز في هذا المركز وتفضيله على هوندا وهو تصرف سليم بلا شك ..


وضع هوندا على الجناح ابعده عن المعمعة والصراعات البدنية في العمق وهو أفضل مكان قد يفيد من خلاله الفريق في النواحي الهجومية فقط وهذا ماحدث خصوصاً قبل مشاركة توريس عندما كان انزاجي يلعب بهجوم حركي .. هوندا لديه ميزة التحرك القطري والتحرك بدون كرة في المساحات والتمركز واتقان التسديد ، كل تلك الأمور ينفذها بعبقرية وهذا لا يفاجئنا فنحن لا نكتشف هوندا الان ، افضل لاعب في كأس اسيا الاخيرة ومن تابعه هناك وفي بعض مباريات سيسكا موسكو يدرك أنه لاعب ذكي جداً ولديه نظرة مميزة للملعب لكنه بإختصار " الرجل المناسب في المكان الغير مناسب " ..


اهم خاصية للجناح هي السرعة وهذا مايفتقده الياباني لذا لا نشاهد منه اختراقات على الجناح وغالباً يلعب " على الواقف " وهذا الوضع لا يتناسب مع فريق طامح للمركز الثالث إلا إن تم بناء الفريق حوله واصبح محور الاداء وهذا يتطلب لاعب قوي بمهارات استثنائية " رونالدينيو مثلاً " .. أما في المنظومة التكتيكية للفريق هو بلا شك نقطة ضعف واضحة ومؤثرة خصوصاً في مساندة الوسط وتأدية الادوار الدفاعية والانطلاقات الهجومية وهو أمر طبيعي للاعب يفتقد السرعة والقوة البدنية ويفقد الكرة بسهولة تحت الضغط ويخسر معظم الالتحامات البدنية وهذا يسبب احراج للفريق حيث ترتد الهجمة عليه بشكل سهل ومفاجئ للاعبين .. هوندا يحتاج لأن يلعب في دوري اخر يكلف فيه بمهام هجوميه بحتة في مساحات اكبر من الكالتشيو .. على سبيل المثال لو انتقل إلى دورتموند سنشاهد لاعب مختلف 180 درجة ..


كل تلك الامور يتجاهلها الاعلام الايطالي ويتحدث بسطحية عن اهدافه فقط بل ويبالغ احياناً كما تفعل الجازيتا حين تم منحه في تقييم الصحيفة لمباراة كييفو علامة لم تمنح أعلى منها لأي لاعب في مباراة القمة " يوفنتوس × روما " !! بالرغم من أن هوندا لمس الكرة امام كييفو 58 مرة فقط وعدد المرات التي قام فيها بإفتكاك الكرة " صفر " وقدم اداء متواضع ختمه بهدف من ركلة حرة .. !


هوندا في ميلان ببساطة " لاعب مجتهد وليس نجم " وما يقوم به جالياني من دفاع عن اللاعب أمر طبيعي من واجباته كمسؤول عن الفريق خصوصاً مع لاعب أتى مجاناً وبفضله حصل ميلان على عقد رعاية من شركة يابانية و 5 مليون يورو من بيع قمصانه في اليابان ..


لست ضد اللاعب أبداً بل احترمه واقدر انضباطه واجتهاده وحرصه على اثبات نفسه لكن مصلحة ميلان أهم من كل شيء ومعه لن تكتمل المنظومة التكتيكية ولن تصل للوضع المثالي الذي نطمح له خصوصاً في ظل وجود لاعبين بإمكانهم التواجد في مركزه وصنع منظومة افضل مثل مينيز وبونافينتورا " على عكس مونتاري مثلاً الذي يلعب كأساسي لعدم وجود لاعب كفؤ في خانته حالياً !


اتقبل مشاركة هوندا كأساسي امام تشيزينا وكييفو وكبديل امام اودينيزي وسامبدوريا لكن كأساسي دائماً حتى امام يوفنتوس و روما واعتباره سوبر ستار الفريق هذا ما لا يمكن قبوله ، نحن هنا نتحدث عن " ميلان " يجب على الجميع إدراك حجم وقيمة هذا الاسم !

هذه قناعتي في اللاعب ولن تتغير حتى أشاهد لاعب قوي يعود للوسط ويأخذ الكرة وينطلق بها ويراوغ ويمرر ولا يفقدها بسهولة ويشارك بفاعلية في الجانب الدفاعي والهجومي .. أما تقديم اداء سيء يغطيه بهدف أو تمريرة حاسمة فهذه ليست مواصفات لاعب مهم وأساسي يرتدي الرقم 10 في ميلان ..


أخيراً دي شيليو .. فعلياً هذا الموسم الثالث للظهير الشاب ومابين 19 إلى 21 عام فاز بجائزة افضل ظهير ايسر في الدوري الايطالي ثم تعرض لعدد من الاصابات بعدها تذبذب مستواه بين الجيد والمتواضع حتى اصبح الان يقدم اداء سيء بشكل متكرر .. مسيرة طبيعية جداً تحصل لمعظم اللاعبين في بداية المشوار لكن هذا لا يعني الالفتات لبعض الاراء الشاذة التي تطالب بسرعة بيعه والاستفادة من سعره المرتفع " 15-20 مليون يورو " للاعب سيتجاوز سعره مستقبلاً 40 مليون إن وجد البيئة المثالية لتطوير موهبته ..


دي شيليو يمتلك كل مقومات الظهير العصري ويكفي أنه اللاعب الوحيد من مدرسة ميلان الذي اثبت نفسه مباشرة في الفريق الأول منذ البرتيني الذي تم تصعيده للفريق الاول عام 88 ومثله بشكل رسمي عام 91 ! .. هو كما أراه مرشح لأن يكون افضل ظهير ايسر بعد باولو مالديني في ميلان ومايمر به حالياً سببه الاول والاخير الوضع السيء للفريق من كافة النواحي ، فلم يجد فريق قوي ومتكامل يساعده على الاستمرارية في الاداء ولم يجد لاعبين كبار يتعلم منهم باالإضافة لعدم الاستقرار الفني حيث تعاقب على تدريبه 3 مدربين في 3 مواسم ..


لاعب شاب في بداية مشواره يحتاج للمساندة داخل ارضية الملعب بتواجد قلب دفاع قوي بجانبه ولاعبين يساندونه سواء من لاعبي الوسط أو الهجوم " الجناح " .. لأن ذلك يمنحه حرية التحرك وقبل كل شيء يمنحه الثقة ويدفعه لتقديم اداء مميز وثابت .. لكن حالياً معظم المباريات يخوضها بجانبه بونيرا وأمامه مونتاري وهنا لا احتاج لشرح الكثير عن سوء هذا الثنائي ..


دي شيليو قدم افضل مستوياته عندما كان الشعراوي في أفضل حالاته وهو أفضل مهاجم في ميلان في المساندة الدفاعية ، وجوده يضيف الكثير لدي شيليو ويساعده على تقديم اداء جيد بعكس مينيز الأقل منه في هذا الجانب ..


انزاجي يجب أن يهتم بهذا اللاعب ويجد التوليفة المناسبة إن لعب بـ 4-2-3-1 عليه ان يضع امامه دي يونج والشعراوي حتى لا يخسر ميلان والكرة الايطالية ظهير من الصعب أن يظهر لاعب بجودته في السنوات الخمس القادمة على الاقل ..


وبالعودة للحديث عن انزاجي واسلوب اللعب .. في حال اكتمال العناصر وعودة المصابين إن كان يريد استخدام 4-2-3-1 فالأفضل استخدامها أمام اندية الوسط والمؤخرة لأن فيها " اسراف هجومي " .. لوبيز مع رباعي الدفاع اباتي - اليكس - زاباتا - دي شيليو وامامهم الثنائي مونتوليفو - دي يونج في الوسط الدفاعي امامهم بونافينتورا اللاعب الفني الحركي التكتيكي الرائع الذي يعود لمساندة الوسط بتميز ويساند الهجوم بنفس الجودة ، وعلى الجناح الايمن مينيز والايسر الشعراوي لتوفر السرعة والمهارة والقوة وبالتالي مساندة دفاعية وانطلاقات هجومية افضل .. كرأس حربة لا خيار سوى توريس وباتسيني بديلاً له ..

الغريب من انزاجي أنه يريد تطبيق هذا الاسلوب لأنه يشابه اسلوب انشيلوتي مع الريال ! .. كان عليه أن يحاكي اسلوب انشيلوتي مع ميلان بإعتماد 4-3-1-2 أو 4-3-2-1 .. الفوارق التكتيكية كبيرة بين الدوري الايطالي والإسباني ، وانشيلوتي لم يتبع هذا النهج إلا في بلد مختلف بعناصر أفضل بكثير من العناصر الحالية لميلان !


بالنسبة لي وكإختيار شخصي " بالعناصر الحالية " أفضل اللعب بـ 4-3-3 بنفس عناصر الدفاع ودخول فان جينكل مع دي يونج ومونتوليفو والاعتماد على خطة المهاجم الوهمي بخط هجوم حركي لا مركزي بالثلاثي مينيز - الشعراوي - بونافينتورا ..


بشكل عام ما نشاهده حتى الان من انزاجي في تغيير اساليب اللعب وتبديل بعض الاسماء والقيام ببعض الخطوات الايجابية والاخرى السلبية هو أمر طبيعي لمدرب مبتدئ يحتاج لوقت حتى يجد التوليفة المناسبة ولا بد أن يخطئ حتى يتعلم من تلك الاخطاء ، الأمر الايجابي والثابت الذي أظهره حتى الان هو حسن تصرفه مع الادارة واللاعبين ومرونته بتغيير بعض اختياراته إن ثبت أنها خاطئة وعدم الإصرار عليها ..

مالفت نظري خصوصاً في مقابلته الأخيرة عندما تحدث عن الخطأ الذي ارتكبه ولن يكرره بخوض مباريات ودية أمام اندية قوية بدأت استعدادها قبل الميلان وهذا مايكلفه نتائج كبيرة قد تؤثر معنوياً على اللاعبين " من النقاط التي انتقدته عليها في بداية الموسم " لكنه الان يكتشفها ويتعلم منها ولا يصر عليها وهذا مؤشر ايجابي ..


موسم اخر للتجربة قد يغيب فيه ميلان مجدداً عن دوري الأبطال رغم بدايته المميزة " كأرقام " فقط لكن قد تخدمه حالة عدم الاستقرار التي تمر بها الاندية المنافسة على المركز الثالث في دوري يضم طرفين ثابتين " يوفنتوس و روما " والبقية مابين الجيد والمتواضع لكن ومع الأسف مازلنا بحاجة للوقت حتى نشاهد ميلان بوضعه الطبيعي بإستقرار فني وإداري لا أراه ممكناً على الاقل في هذا الموسم .